السلام عليكم ورحمة الله
أحبيبتي لا المنى تــــكـــمــلُ ولا المرء يدرك مـــا يـأملُ
ولا الليل دام ولا الصبـاح دام وطبع الدُّنا قـــلب حــــــولُ
فيوماً سرورٌ و يوماً هـمـــوم و بينهما زمـــن مـهــمــــلُ
و فحوى الزمان عـطاءٌ ومنع ومن ذهبوا ثـــم من أقـبـلـوا
وقد يستوي في النــهاية مـــن تمشوا وئــيداً ومن هرولوا
ولا بد من غاية لـلـمــســـيــر أجل ينـــتهي مــالـــــه أولُ
وتمضي الأناسي والحادثـات ويمضي المفصل والمجملُ
و ليس يظل سوى الذكريـات بعمق مداركـــنــــا تــعـملُ
۞۞۞
أحبيبتي كما شربنا مــــــعــــاً ولذّ بأسماعـنـا مــــحـــفـــلُ
فما ملّ ثغرك ثـغـــــــري ولا سئمنا ولا أدبر الــــمــقـبــلُ
و صحبة عشر بهذا اـلزمــان مكاسب في ندرةٍ تحـــصــلُ
و أقرأ وجهي عــلــيــك ومــا إذا كان يكـــبــرُ أو يــــذبـلُ
وأعرف فيك الصديق الوفـي فعشرٌ تصرَّ منَ أو أطـــولُ
وكم عاش كأسٌ وراحت شفاه تفاريق منها البـِــلا يـــأكلُ
وقد تستحيل شفاهٌ لــــنــــــــا كؤوساً لثغر بــهــا يــنــهـلُ
وكلُّ تـــراب لــــــه قـصـــة و أمس و يومٌ و مسـتـقــبـلُ
ولو نطقت طبقات الـثـــرى لأسمعت الأذن ما يـذهــــلُ
۞۞۞
أحبيبتي وعـــذرتُ الدمـــوع غداة تمتـلـك إذا تــهـمــــلُ
فما امتهنت كـــبرياء الدموع لغير أخٍ أو هوًى يُـثــكـــلُ
وللمرء أحـــبابُــــه جـــامـــد تعلق أم ناطق يَعـــقـِــــــلُ
ويستويان بــعــرف الــوفــاء فكلٌ له بالهوى مـــنـــــزلُ
و يُؤذِي الوفا عند فقد العزيز عواطفُ في فيضها تبخــلُ
وهل خلق الفؤاد إلاّ لــكـــي يذوب على الإلف أويشتعلُ
وإلاّ فما الفرق إن لم يــذُب أقلب بصدرك أم جــنــــدلُ
۞۞۞
أحبيبتي لك أشكو الـــزمـــان فمن جهله عجب الجـهـــــلُ
يذود القريب ويدني الـبـعــيد ويسمو ويعلو به الأســـفــلُ
و يصنع من جيفةٍ هــــيـئـــةً لهـا التُرب لو دفنت أمــثــلُ
وقد يسأل البغل سبق الجـواد و تـأبى الفوارق ما يســــألُ
ويدعو البغاث لصيدِ الصقور فـيسخر من قوله الجــــنـدلُ
يُـكـلـــــف فيه الجواد النهيق وصوت الحماربه يصـهــلُ
و يطمع أن تلد العاقـــــرات هيهات فالعقم لا ينــــــســلُ
و يبقى يسف ويبقى يـــسف إلى دركٍ مــابــــه أنــــــزلُ
وفي كل هذا تعود الحـــــياة عبثاً ومضمونها يـهــــــزلُ
فما صنع الادعاء الحـــــياة بل الفأس والسيف والمنجلُ
وليسَ سَواءً يدٌ رخـــــــــوةٌ و أخرى بمسحاتها تــمــجلُ
۞۞۞
أحبيبتي إن دمع الــــــوفـــــــا شَمولٌ يعبّ وقد يُـــثــمـلُ
و خير الرسائل ما بــيــنَ مـن تريّث دهراً ومَن عجّــلـوا
و رمزٌ يدلل أن النـــفـــــــوس على طيب فطرتها تُـبجــلُ
و قُربى هوًى وقريب الهــوى و إن بان جنسه أوصــــلُ
وهل سكر الرُّوح مثل الجراح وأوحى لها وهي تستنزلُ
و بعض الدموع يغني الجراح وبعضُ الدموع لها يُعـولُ
و معذرة يا محبوبة الــشـــــذا إذا الدمع للرزء لا يعــدلُ
فما يعدل الدمع جرح العزيــز ولا دفع الرزء من حوقلوا
۞۞۞
وفي الترب حيث تذوب الشفاه وتذوي القلوب بما تـــحـمـلُ
رغائب ماتت ودنيا طمــــوح غفت بالثرى ومُنى حُـــفَّـــلُ
و أحلام أمٍّ و نجــــوى حبيب وشدو وروض هوى أشهـلُ
و غصنُ صِباً جفَّ في ينعــه ويا للصبا الغضّ إذ يذبــــلُ
و خوذٌ لَعوبٌ طواها التـراب وثوب الزفاف بها يرفــــلُ
وحيث الخدود وحيث الشعور ثوت فنيت منها السـنـــبــلُ
عوالم حافلة بالعــظــــــــات لو الترب عمّا بها يــنــقـــلُ
أيا مَن يرى العيش نبعاً يسيل وخصباً يرفُّ ولا يمـــحـلُ
خُدعت فكم صوحت روضةٌ وكم جفّ عن جريه الجدولُ
فمن سمة العيش حلو مُــــــر وحال يُقيد أو يُـــرســـــــلُ
فإن غلب المر طعم الحيـــاة فتلك هي السمجُ الحــنظلُ
وللموت أكرمُ من بعض ما يمر على المرء أو يـنــزلُ
منقووووول